السبت، 18 يونيو 2011

فى حوار أجرته المصرى اليوم: وقائع الفساد فى فشل برنامج الفضاء المصرى


د.على صادق رئيس مجلس إدارة برنامج الفضاء المصرى

عاشت صحيفتنا «المصرى اليوم» جميع المراحل العمرية لبرنامج الفضاء المصرى.. كنا أول المتحدثين عن إطلاق القمر الصناعى «مصر سات1».. بشرنا به فى مارس 2007 بإتمام الاستعدادات لهذا الحدث الكبير.. أجرينا حواراً هو الأول مع رئيس مجلس إدارة برنامج الفضاء المصرى اللواء دكتور على صادق قبل الإطلاق الذى تم من إحدى القواعد الروسية فى كازخستان.. تابعنا «البرنامج» خبرياً بعد ذلك وهو ينمو بشكل بطىء إلى أن جاءت «الكارثة» بفقدان قمرنا «الوحيد» فيما نشطت أقمار عربية شقيقة فى مداراتها.
أفردنا المساحات لهذا الحدث المفزع بأسراره وتداعياته، وكان مصدرنا الأساسى فى ذلك هو الدكتور على صادق بعد أن أبعده الدكتور هانى هلال وزير البحث العلمى السابق، رغم أنه رجل مخابرات قدير، حيث وصل لمنصب وكيل أول الجهاز وهو من أدخل الدراسات المعلوماتية والتكنولوجية فى عمل الجهاز، وركزنا فى تغطيتنا لفقدان القمر وتعثر البرنامج الفضائى المصرى على عدد محدود من السلبيات والمسببات.. وبرحيل نظام مبارك تتكشف نقاط جديدة وهى أن بؤر الفساد كانت مقربة جداً من مبارك.

إن البرنامج الفضائى تعثر بسبب تدخلات من أقارب مبارك، ووصلت وتغلغلت فى البرامج المصيرية والمتعلقة بالأمن القومى للبلاد وبالمشروعات الاستراتيجية.. نفتح ملف البرنامج الفضائى مجدداً مع الدكتور على صادق، وسؤالنا الرئيسى: من المسؤول عن تدهور هذا البرنامج، وهل كانت هناك مؤامرة على مصر لكى تتعثر خطوتها المهمة فى هذا المجال؟



■ فى رأيك، ما مستقبل البرنامج الفضائى المصرى بعد أزمته الشهيرة بفقدان القمر العام الماضى؟

- الإجابة ليست بسيطة، فالموضوع يتعلق بعديد من العوامل، من بينها أن القمر لم يفقد، ولكن الاتصال به أصبح متعذرا. ويرجع ذلك بالدرجة الأولى إلى التغيير الذى أحدثه الدكتور هانى هلال- بعد أن تولى وزارة البحث العلمى عام 2005- فى توجه الوزارة نحو برنامج الفضاء. لقد عمل على وضع العديد من العراقيل التى أدت إلى فقد علماء الفضاء الأمل فى المستقبل، وكثير منهم تم تدريبهم فى أوكرانيا، وهو ما أدى إلى ترك العديد منهم العمل فى البرنامج. كما تركته أنا أيضا، بعد أكثر من مواجهه مع الدكتور هانى هلال.

وعلى الرغم من هذه الظروف والعراقيل التى تعرض لها برنامج الفضاء المصرى والتى أضرت به كثيرا، إلا أن فرصة النجاح مازالت متاحة، خاصة مع عودة أ. د. عمرو سلامة، ليكون وزيرا للبحث العلمى والتكنولوجيا، وبالتالى إعادة تفعيل قرار مصر بدخول عصر الفضاء، خاصة أنه فى ظل تولى سيادته الوزارة أول مرة 2004-2005، تبنى برنامج الفضاء، وأعطاه دفعات قوية أدت إلى تحقيق العديد من النجاحات.

■ أعود إلى ما قبل البداية.. فى أى ظروف تقرر دخول مصر إلى عصر الفضاء وما قصة إنشاء مجلس «بحوث الفضاء»؟

- تم إنشاء مجلس بحوث علوم وتكنولوجيا الفضاء عام 1998، وهو أول مجلس ينشأ فى مصر للفضاء، وكانت هناك صعوبة وقتها فى تشكيل المجلس، نظرا لقلة أعداد العلماء والمتخصصين المصريين فى مجالات الفضاء المختلفة، ولم تكن هناك قاعدة بيانات خاصة بهم. وبالرغم من ذلك فقد وفقنا الله، واستطعنا أن نضم للمجلس ما يقرب من المائة، منهم حوالى ثلاثين فى المجلس نفسه، وحوالى ستين فى شُعب المجلس الأربع.

■ هل كانت هناك بعض الآراء المعارضة لفكرة إنشاء برنامج الفضاء المصرى؟

- نعم، وهى لم تكن معارضة بمعنى المعارضة، وإنما كانت تعتقد أن الاهتمام بشراء السلع كاملة الصنع وتوفيرها للاستهلاك المحلى، أفضل من نقل وتوطين تكنولوجيا إنتاج هذه السلع داخل مصر. وحتى أوضح ما أقصده، سأذكر لك واقعة تمت أثناء عرضى لبرنامج الفضاء على مجلس أكاديمية البحث العلمى، فبعد مناقشات استمرت. 3 ساعات ونصف الساعة، سألنى أحد الأعضاء» «هل معقول أن تعمل مصر برنامج فضاء فى وقت الناس مش عارفة تركب فيه أتوبيس؟!» وكانت إجابتى هى «هذا هو السؤال الذى كنت أود أن أسمعه».. بصراحة، كل المشاكل التى يعانى منها المواطن المصرى، سببها أننا متأخرون علمياً وتكنولوجياً، وبالتالى متأخرون اقتصادياً، لأن الاقتصاد الناجح هو الاقتصاد المبنى على العلم والتكنولوجيا.

■ هل كان هناك مشروع فضائى مصرى سابق على المشروع الحالى؟

- نعم، كان هناك مشروع فى بداية الثمانينيات.

■ هل مبارك كان لديه علم بالمشروع الأول؟

- على ما أعتقد، لأن مشروع الفضاء من المشروعات القومية المهمة، ومثل هذه المشروعات لا يمكن أن تبدأ إلا بعلم وموافقة القيادة السياسية

■ أتقصد أنه كان هناك مشروع وتعطل؟

- لم يكن قد وصل بعد إلى مرحلة أن يكون مشروعا بمعنى الكلمة، كانت هناك لجنة عليا لهذا الغرض، ولكننا لم نبدأ التنفيذ الفعلى على أرض الواقع.

■ هل توقف بسبب التدخلات الخارجية؟

- أرجو إعفائى من الإجابة.

■ لماذا؟

- لن أتحدث فى تلك الأمور.

■ هل أمر الرئيس السابق حسنى مبارك بتوقيف المشروع؟

- لا أعلم من المسؤول، ولكن المرحوم الدكتور مصطفى كمال حلمى أمرنا بالتوقف، فتوقفنا.

■ هل كنت حينها حاصلاً على الدكتوراه؟

- نعم، حصلت عليها منذ السبعينيات، فى القوانين الدولية المنظمة لحقوق وواجبات الدول فى الفضاء، وتأثير الأنشطة الفضائية واستراتيجيات الفضاء على مصالح الدول المختلفة، مع التطبيق على مصر.. وقد قمت بإعداد هذه الرسالة فى جامعة مانشستر بإنجلترا.

■ وفى أثناء دراستك للدكتوراه؛ هل كان فى ذهنك أنك تؤهل لقيادة مثل هذا المشروع؟

- كنت أتمنى أن أشارك فى يوم من الأيام فى إنشاء مشروع مصرى للفضاء، فقد كنت- حتى قبل حصولى على الدكتوراه- أتمنى أن تسارع مصر بالدخول فى عصر الفضاء، وأن أكون أحد المسئولين عن ذلك.

ولكن أن أكون رئيسا لمجلس بحوث الفضاء، الذى أنشأ برنامج الفضاء، ورئيسا للجنة الإشراف على البرنامج، فهو أمر قرره المسؤولون فى المؤسسات المعنية، ولم أسع إليه.

■ ألم يكن طموح جهاز المخابرات أن تتولى ذلك المنصب؟

- لا أعرف، وحتى إذا كنت أعرف الإجابة، فإننى لا أستطيع التحدث عنها.

■ لماذا؟

- التقاليد الخاصة بالعمل بأجهزة المخابرات بصفة عامة- وهو الأمر الذى ينطبق أيضا على جهاز المخابرات المصرى- هى العمل فى صمت. لا أحد يتكلم عن الجهاز أو عن نفسه. فمثلاً الكاتب سوم يست سوم، الذى كان ضابطاً فى جهاز المخابرات البريطانيةMI6، قال فى أحد مؤلفاته إن «الشخص الذى يعمل فى المخابرات يعيش ويموت فى صمت»، وقال «عندما تقوم بعمل جيد لن يشكرك أحد، وعندما تواجه مشاكل فى تعاملك مع الأعداء لن يساعدك أحد»، ولذلك فأنا أستطيع أن أتكلم عن الفضاء، ولكنى لا أستطيع أن أتكلم عن المخابرات.

■ لكن نستطيع أن نقول بأنك بدأت رسالة الدكتوراه وأنت تعمل فى المخابرات!

- نعم، لا خلاف على ذلك.

■ هل كان يوجد توجه من قيادة الجهاز لقيامكم بقيادة «البرنامج»؟

- لا أستطيع قول هذا.

■ لا تستطيع قوله أم لا تستطيع أن تنفيه؟

- لا أستطيع قوله. لأننى لم أكن أعلم ما يدور فى أذهان الآخرين. العمل فى أجهزة المخابرات يتم طبقاً لقاعدة «المعرفة على قدر الحاجة».

■ متى أخذت رسالة الدكتوراه؟

- فى 1979.

■ ومتى بدأت قيادتك لبرنامج الفضاء؟

- فى عام 1998.

■ ما طبيعة المشاكل التى تعرض لها برنامج الفضاء؟

- هناك نوعان من المشكلات: مشكلات متوقعة، ناتجة من كوننا دولة نامية تقوم لأول مرة بالدخول إلى عصر علمى جديد، وقد تعلمنا منها كثيراً، وهذا فى رأيى من أهم المكاسب التى حصلنا عليها من برنامج الفضاء. لقد تعلمنا ما لم نكن نعلمه، فى كل المجالات العلمية والتكنولوجية والإدارية والقانونية والمالية. كلها كانت جديدة. وكلها تم استيعابها، وكلها خبرات لا يمكن تعويضها إذا فقدناها.

ومشكلات أخرى لم نكن نتوقعها:

■ مثل ماذا؟

- عندما أصبح الدكتور هانى هلال وزيرا للبحث العلمى- وعلى الرغم من أنه كان عضواً فى إحدى اللجان الدائمة التابعة لمجلس بحوث الفضاء قبل أن يصبح وزيرا- اتخذ موقفا مناوئا لبرنامج الفضاء، وبشكل فيه كثير من التعسف فى استخدام سلطته كوزير مما أدى إلى الإضرار بالبرنامج ضررا بالغا. ولقد اتضح توجهه هذا منذ الأيام الأولى لتوليه الوزارة، ومن أبلغ الأمثلة التى تدل على ذلك أنه عندما قابل أحد كبار علماء مشروع مصرسات1- وللعلم هو كان من زملائه السابقين فى كلية الهندسة- قال له «هتفضحونا إمتى؟»، مستهزئاً بالعاملين فى مشروع القمر مصرسات1، ومتخذا موقفا عدائيا ومتعاليا ضدهم، ومبشرا بأن المشروع سوف ينهار، لدرجة أن ذلك سيكون فضيحة لمصر وللبحث العلمى. وهو ما ترجمه بعد ذلك إلى قرارات ضد برنامج الفضاء والعاملين فيه.

■ هل هناك أمثلة على مواقفه ضد برنامج الفضاء؟

- مواقفه كثيرة، من بينها أنه قبل موعد إطلاق القمر مصر سات-1، بشهرين، قام- من تلقاء نفسه ودون أن يرجع إلى مسؤولى برنامج الفضاء المصرى- بالموافقة على التنازل لإحدى الدول الأوروبية، عن صاروخ الإطلاق الذى اشترته مصر من ثلاث سنوات من روسيا، والذى سوف يحمل القمر مصرسات1 إلى مداره فى الفضاء، بحجة أن هذه الدولة تحتاج أن تطلق قمراً صناعياً لها على وجه السرعة، وليس عندها صاروخ جاهز لإطلاق قمرها!!. وقد أخطرنى بذلك سفراء مصر فى روسيا وفى أوكرانيا، وعديد من الدبلوماسيين المصريين ممن لهم صلة بالموضوع، وكانوا جميعا منزعجين تماما من هذا التوجه.

■ ماذا فعلتم بعد ذلك؟

- اتصلت بالوزير فقال لى إن هذه الدولة عرضت أن تساعدنا علمياً وتكنولوجياً فى مقابل أن نعطيها صاروخنا، كما أنها وعدته بأنها ستعطى لنا الصاروخ الخاص بها عندما تنتهى من تصنيعه بعد شهرين أو ثلاثة.. فرجعنا إلى جداول إطلاق الأقمار الصناعية والصواريخ. فلم نجد أى صاروخ مخصص لهذه الدولة على المدى القريب.

ومن خلال وزارة الخارجية تم عرض الموضوع مع التشديد على أهمية إطلاق القمر المصرى فى موعده، وعدم التنازل عن الصاروخ المصرى لدولة أخرى، والحمد لله فقد تم إطلاق القمر مصرسات. بنجاح. وهو ما أدى إلى إثارة غضب الوزير! وفى هذا الصدد أوجه خالص تقديرى واحترامى للسادة الدبلوماسيين الذين كان لهم دور بارز فى إنهاء هذه المشكلة.

بصفة عامة كان نجاحنا فى إطلاق مصرسات1، وفى تشغيله بنجاح، بداية لعديد من المعوقات التى وضعها الوزير أمام برنامج الفضاء، والتى أدت إلى تدهوره بشكل تدريجى مستمر منذ ذلك الوقت وحتى الآن، من بينها. فقدان القمر مصرسات1 كما هو معروف، توقف مشروع تصنيع القمر مصرسات2 تماما، كما أصبحنا نشترى كل ما تحتاجه مصر من صور فضائية، نشتريها بالعملة الصعبة من الخارج، ناهيك عن ضياع أمل مصر فى الدخول إلى عصر الفضاء. هذا كله عبارة عن واقع لا يمكن إنكاره، ولا يمكن تبريره، ولا أعرف لمصلحة من تم كل هذا التدمير.

■ هل كانت أمام الوزير جميع المستندات؟

- نعم

■ ما هى دوافعه لأخذ هذه المواقف؟

- لا أعلم.

■ ما هى الدولة التى طلبت من الدكتور هانى هلال أخذ الصاروخ، وتأجيل إطلاق القمر مصرسات1. هل هى ألمانيا؟

- نعم.

■ من قام بإبلاغ وزير البحث العلمى بقرار عدم الموافقة على التنازل عن الصاروخ؟

- وزارة الخارجية أرسلت له خطاباً بذلك.

■ أتعتقد أنه كانت هناك مؤامرة على ذلك المشروع؟

- لا أعتقد.

■ بماذا تفسر عدم الرجوع إليك كرئيس للمجلس أو إلى العلماء المختصين؟!

- لا أعلم، ويمكن سؤال الوزير.

■ فلماذا لا تسميها «مؤامرة»؟

- لأنى رجل قانونى. عندما تتهم أحداً، عليك أن تمتلك دليلاً يثبت أنها مؤامرة.

■ ماذا عن الحجج الظرفية؟

- فى رأيى إذا أردت أن توجه اتهاماً للوزير، يجب أن تحقق معه جهة قضائية، وعندما تقر الجهة القضائية بأنه مذنب، ساعتها يمكن أن نقول إنها مؤامرة أم لا، قبل ذلك كل ما يمكن أن يذكر هى الحقائق فقط، دون توصيف أو اتهام.

■ ماذا حدث بعد إطلاق القمر الصناعى بنجاح.. هل لقيتم أى تكريم أنتم وفريقكم العلمى؟

- لم يحدث.. لم يشكرنا أحد، وكل ما فعله رئيس مجلس الوزراء هو إصدار بيان من خمسة أسطر يفيد بأن «مصر أطلقت قمراً صناعياً بحثياً بنجاح»!..

■ كم عدد العلماء والمهندسين الذين تم تدريبهم فى أوكرانيا، وتركوا البرنامج؟

- حوالى الثلثين، وبعضهم ترك مصر بالكامل، ولم يبق إلا الثلث فقط.

■ ما هو مقدار ميزانية مشروع مصرسات1؟

- ميزانية تصنيع وإطلاق والتأمين على القمر، وتدريب وإقامة وعلاج ومواصلات العلماء والمهندسين كانت حوالى 23 ونصف مليون دولار، بما فيها رواتب العاملين فى أوكرانيا، لأننا وضعنا فى العقد شرط أن يتضمن مرتبات العاملين فى أوكرانيا، لأننى كنت متوقعاً حدوث مشاكل مالية قد تعوق تحويل رواتبهم.

■ هل اختفى القمر؟

- القمر موجود ولكننا لا نستطيع الاتصال به.

■ وماذا تفعلون فى محطة الاستقبال الفضائى الآن؟

- لا نفعل أى شىء بالنسبة لقمر مصرسات1 بعد أن فقدنا الاتصال به، ولكنها تستخدم فى الحصول على صور الأقمار الصناعية الدولية، وندفع ثمنها بالعملة الصعبة.

■ هل هناك أى خطط لقمر آخر؟

- لا توجد أى خطط حقيقية وقابلة للتنفيذ حتى الآن.

■ نرجع إلى هانى هلال .. ماذاحدث معه؟

- حدث صدام بينى وبينه أكثر من مرة، أحدها كان فى رمضان 2009، عندما دعانى وزملائى لمناقشة الاستراتيجية التى طلب منى إعدادها، وأول ما بدأ الاجتماع قال إنه مشغول، وليس لديه وقت، وإن مستشاريه سوف يتولون المناقشة بدلا منه، ففهمت أنه ينوى التلاعب بالبرنامج مرة أخرى، وأنه لن يناقش، وبالتالى لن يوافق على الاستراتيجية، وهو ما سوف يؤدى إلى توقف البرنامج، فحدث صدام بينى وبينه.

■ ما هو نوع الصدام؟

- قلت له إن هذا المشروع مهم وبذلنا فيه مجهوداً كبيراً ويجب عدم تركه هكذا بدون موافقة منك على الاستـــــراتيــــجية، ولكنه رفض وغادر الاجتماع. ثم اشتكى لرئيس الوزراء وقال له إنه لا يستطيع العمل معى، وعقدا مؤتمرا صحفياً أكد فيه رئيس الوزراء ثقته الكاملة فى أداء وزارة البحث العلمى والوزير، وعقب ذلك امتنعت عن العمل، وتركت البرنامج.

■ والقمر كان لايزال فى مداره؟

- كان يعمل بكفاءة كبيرة، وكذلك جميع المهندسين.

■ ماذا عن تدخلات منير ثابت؟

- ليست لدى فكرة عنها، وكل ما أستطيع قوله هو أننى تعرضت لضغوط ولم أنحن أمامها.

■ هل كان من أحد من المقربين من عائلة الرئيس؟

- ممكن أن يكون مقربا من عائلة الرئيس.

■ ما هى الدولة التى عرضوا أن تحصل على المشروع؟

- كوريا.

■ ألم يتدخلوا فى العرض التابع لأوكرانيا؟.. وبصراحة يا دكتور أنا حصلت على معلومات من أصدقاء لك حول ضغوط تعرضت لها لإرساء عقد القمر «مصر سات 1» على كوريا، حيث يعمل نجل منير ثابت وكيلا لشركة كورية فى مصر؟

- كل ما أستطيع قوله إننى تعرضت لمشاكل كثيرة جداً وآخرها عندما اجتمعت مع هانى هلال بعدما اتصل بى مكتبه، وكنا 15 فردا من جميع مؤسسات الدولة، وقال حينها «الدولة الفلانية دولة متقدمة فى مجال الفضاء»- رغم أنها ليست متقدمة- عرفت وقتها أنه سيعيد سرد الموضوع نفسه، فغادرت الاجتماع.

■ وكانت هناك مضايقات شخصية بينك وبينه؟

- نعم، فعندما اشتد الخلاف بينى وبينه، قال لى «يظهر إن الكيميا مش ماشية بينى وبينك»، وتلك كانت المرة الأخيرة التى أراه فيها.

■ كان عليه هو شخصياً ضغوط من جهات فوقية؟

- اسألوه هو، لماذا كنت تريد إعطاء الصاروخ لتلك الدولة، لماذا أوقفت برنامج الفضاء بعد أن حقق كل هذا النجاح؟ ولماذا تركت العلماء والمهندسين المصريين يغادرون البرنامج ومصر؟

■ علمت أنك تعرضت لمضايقات شخصية خارج نطاق عملك؟

- أنا تحملت عبئاً كبيراً لكننى حميت برنامج الفضاء وقلت «لا».

■ هل تعرضت عائلتك لأى مضايقات؟

- اعفنى من هذا السؤال


____________________
المصدر:جريدة المصرى اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق