الثلاثاء، 28 يونيو 2011

حوار مع العالم المصرى محارب الملاريا فى أفريقيا د. محمود هاشم عبد القادر


 أجرى الحوار :محمد السيد صالح

تعرفه أفريقيا السمراء والعواصم الأوروبية.. ولا يعلم المصريون عنه الكثير.. أصدقاؤه الذين نصحونى بمقابلته وإجراء هذا الحوار معه قالوا لى «لو أنه كان أوروبياً لحصل على جائزة نوبل عن مجمل أعماله، خاصة براءات الاختراع المتعلقة بمقاومة الأوبئة فى أفريقيا وبالتحديد الملاريا، والأنيميا، والبلهارسيا». إنه الدكتور محمود هاشم عبد القادر أستاذ الكيمياء الضوئية، رئيس الجامعة الألمانية بالقاهرة الذى كرمته إثيوبيا واستخدم الرئيس الأوغندى يورى موسيفينى ابتكاره للقضاء على الملاريا ضمن البنود الرئيسية فى حملته الانتخابية.. فى حين عطلت مصر براءة اختراعه لمقاومة البلهارسيا لخمس سنوات متصلة قبل أن تعود إليه رسمياً وشعبياً للاستفادة منه فى التواصل مع دول حوض النيل فى مرحلة ما بعد الثورة.. فى حواره معنا خاض بنا فى هذه الاختراعات وإمكانية تطبيقها فى مصر.. كما ركز على مشاكل البحث العلمى وفرص النهوض به فى المرحلة المقبلة ومستقبل مصر مع الطاقة المتجددة خاصة الاستفادة من أشعة الشمس.

■ نبدأ رحلتك العلمية من حصولك على درجة الدكتوراه؟

- خرجت من مصر سنة ١٩٧٣ وبالتحديد يوم ٥ أكتوبر، أى قبل العبور بيوم واحد، وذلك بمنحة دراسية لألمانيا، وكنا أول المبعوثين إلى ألمانيا الغربية حيث كان يتم رفض هذه المنح أيام عبدالناصر، ودرست اللغة هناك لمدة ٦ شهور ثم التحقت بجامعة شتوتجارت فى ١٩٧٤، وحصلت على الدكتوراه بعدها بأربع سنوات حول تفسير بعض الظواهر الضوئية والبيولوجية لرؤية الإنسان.

■ بصراحة يا دكتور لو أنك بقيت فى مصر.. ولم تخرج لألمانيا وتحصل على شهادتك من هناك.. هل كنت قد وصلت إلى كل هذه البراءات.. وإلى منصبك الحالى؟

- بالطبع لا.. فالبيئة العلمية مختلفة تماماً هناك، لم أكن بحاجة إلى إغلاق أدراجى جيداً على الورق خوفاً من زملائى.. ومن السرقات الفكرية والعلمية.

■ سأتخيل سيناريو محدداً.. وهو أنه تم تعيينك نتيجة خبراتك الطويلة فى البحث العلمى ومع كل هذه الاختراعات وزيراً للبحث العلمى.. أو رئيساً لأكاديمية البحث العلمى، وسؤالى: ما أول قراراتك مع هذه الوظيفة الجديدة؟

- سؤال صعب بكل أمانة، ولكنى سأسعى أن تقوم الأكاديمية بدورها الحقيقى «وخاصة تنسيق صندوق الدعم» سأعمل على دعم واجباته، لكن للحقيقة فإن الأكاديمية الآن فى مرحلة انتقالية مهمة وهى حالياً ترسم خارطة طريق خاصة بها ولا نستطيع الحكم عليها فى الوقت الحالى، وإدارة البحث العلمى فى مصر تستلزم أن يتولاها أهلها من العلماء والأساتذة، فى ألمانيا هناك مؤسسات مخصصة للبحث العلمى، وأهم ما يتاح لها حرية التصرف والاستقلالية وكذلك هناك ربط مؤسسى مع الدولة وهيئاتها حول جودة الإنتاج، ومطلوب إتاحة المناخ العلمى الصحيح والعلماء الكبار لابد أن يعطوا الفرصة لشباب الباحثين المكبوتين فى مصر بسبب عدم وجود إنفاق جيد على الأبحاث.

والدكتور على الشافعى قام بدور كبير فى صندوق الدعم فقد قام بتوزيع موارد الصندوق المالية وتقدر بنحو ٥٠٠ مليون على شباب الباحثين، وبعيداً عن البيروقراطية ورؤساء الجامعات وتحكمهم، فالنظام السابق بشكل عام كان يكبت العلماء والخبراء والأساتذة، وقوانين كثيرة والجامعات تشبه الغابة الكثيفة وأعداد المقبولين الهائلة فى الجامعات من أكثر معوقات البحث العلمى.

وبصراحة مشكلة البحث العلمى فى مصر أنه «مفيش زبون» لمنتجات هؤلاء العلماء من أبحاث ودراسات وأفكار، وأنا ربنا طول فى عمرى لحد ما شفت مشروعى فى مكافحة الملاريا أمراً واقعاً، لأن هناك مستفيدين منه، فإن لم يكن هناك شخص وطنى مخلص يقوم بتمويل هذه المشروعات فلا فائدة منها.

الجامات لها دور كبير جداً فى خلق مستفيدين من البحث العلمى، الجامعات تحتاج للاستقلالية التامة، ورجل الأعمال لو أعطاك جنيهاً واحداً فإنه يفكر بأن «يشده بأستيك» حتى لا يفقده.

لذا نحتاج لرجال أعمال لديهم فكر ليستثمروا فى البحث العلمى، نريد تغييراً كبيراً فى قوانين ولوائح الجامعات والتعليم ما قبل الجامعى أيضاً، لابد من التعامل مع الطلاب وهيئة التدريس والتدرج فيها، بشكل مختلف عن الرسوب الوظيفى والبيروقراطية الموجودة فى إدارة أى مجال آخر.

والشىء المهم هو أنه إذا لم يكن هناك مستفيد من البحث العلمى، فهو غير ذى أهمية، لابد من ألا يكون البحث العلمى بهدف الهواية أو هدفاً فى حد ذاته، لكن يجب أن يكون هناك مجالات لتطبيق الأبحاث النظرية، ومشكلة مصر أن البحث العلمى فيها جزر متفرقة غير متكاملة، والقطاع الخاص لو اهتم بالبحث العلمى سيكسب الملايين، وهناك «أفاقون» فى البحث العلمى ويسيئون لأهمية العلم.

■ فى ظل المحددات الصعبة.. ألم تسجل شيئاً إيجابياً فى الفترة الماضية؟

- صندوق دعم البحث والعلوم فى مصر شىء رائع.. وهذا أحدث طفرة، وهو من أفضل الأمور التى حدثت فى مصر، لكن مشكلتنا الشك وعدم الثقة فى أى صندوق يستقبل الأموال فى أى مجال، وأنا راض تماماً عن فصل وزارة البحث العلمى عن التعليم العالى، ومصر مؤهلة الآن لأن تكون بها وزارة مستقلة للبحث العلمى.

■ مشروعك لمكافحة البلهارسيا فى مصر.. واجه مشاكل عديدة.. وأنت قلت لى إنك تقدمت ببراءة الاختراع أنت وفريقك العلمى فى عام ٢٠٠٠ وحصلت عليها ٢٠٠٥.. لماذا؟

- للعلم هذا الابتكار هو نتاج خمس رسائل دكتوراه وماجستير من جامعة القاهرة، كما سجلت براءة اختراع للدكتور محمود هاشم مع فريقه البحثى، وتم تحكيمها عالمياً، ويعتمد هذا الابتكار على استخدام أشعة الشمس مع مستخلصات نباتية آمنة على الصحة لمشتقات الكلوروفيل، ويتم إضافتها للمياه الراكدة التى يتواجد بها بيض أو سركاريا أو قواقع البلهارسيا، وتقوم هذه المادة بامتصاص الضوء المرئى لأشعة الشمس وتحول الطاقة الشمسية إلى طاقة كيميائية داخل أنسجة هذه الكائنات الحية وتحول الأكسجين المتواجد فى أنسجة وخلايا الكائنات الحية، وهو عنصر سام للخلايا فيفتك بها ويدمرها، وبالتالى يقضى على هذه الأطوار المختلفة لدورة حياة البلهارسيا.

وتم إجراء التطبيقات الحقلية للقضاء على أطوار البلهارسيا فى محطة الأبحاث بالقناطر الخيرية، التابعة لمعهد تيودور بلهارس، وكذلك فى المستنقعات فى دولة أوغندا فى ضواحى كمبالا تحت إشراف وزارة الصحة الأوغندية.. وأنا وفريقى البحثى تقدمنا لأكاديمية البحث العلمى لتسجيل براءة الاختراع.. لكن الموافقة تأخرت خمس سنوات كاملة.. وعملياً لم يتم تنفيذه فى مصر رغم الاحتفاء به فى الأوساط العلمية الدولية، وتجربته فى أفريقيا.

■ اشتهرت فى أفريقيا بمشروعك للقضاء على الملاريا.. ورغم أن هذا الابتكار عمره عدة سنوات إلا أنه لم يشتهر إعلامياً إلا فى الأشهر الماضية مع عودة العلاقات مع حوض النيل؟

- فى عام ٢٠٠٨، كان لدى تجربة للقضاء على مرض الملاريا فى أفريقيا، وأعطيت أحد تلاميذى بحثاً حول هذا الموضوع وقلت له اذهب لشرم الشيخ وقل للرئيس السابق مبارك هذه المعلومات فأنا لا أريد الظهور، لكن الموضوع ظل خاملاً لفترة، واضطررنا لعمل شركة صغيرة بعد أن نشرت إحدى الصحف فى شهر يونيو عام ٢٠٠٨ خبراً صحفياً بعنوان «عالم مصرى يحصل على ٦ براءات اختراع فى مجال مكافحة البعوض»، بعد ذلك قمنا بمشاركة إحدى شركات الأدوية المصرية، بعدة تجارب للاستفادة من الأبحاث الحاصلة على براءات الاختراع، وبدأنا فى أوغندا بمكافحة الملاريا، ولم تساعدنا الحكومة المصرية مادياً، على الرغم من أن التجربة غير مكلفة فى حد ذاتها، لكنها تحتاج لأجهزة معينة لقياس شدة الضوء لقتل «الناموس» فقط وليس باقى الحشرات، كنا نحتاج إلى توفير إقامة ملائمة لفريق البحث فى تلك البلدان، وللأمانة فإن وزارة الخارجية ساعدتنا فى تسهيل الإجراءات ودخول هذه البلاد الأفريقية، وبعد فترة توقف مشروعنا لنقص التمويل.. والفريق كان يضم ١١ باحثاً شابا مصرياً و٤ من العلماء الدوليين، كنا نحارب من جهات أخرى على رأسها مافيا الأدوية وغيرها.

■ لماذا؟

- لأن هذه الشركات كلفت دول أفريقيا المليارات وفشلت خلال ٦٠ سنة فى القضاء على الملاريا.. وللعلم فإن المادة التى يستخدمونها هى DDT وهى من المواد المسرطنة.

وفرحت جدا لأن المشروع عاد مرة أخرى للعمل، وللعلم فإن مستشار رئيس الجمهورية فى أوغندا يشرف بنفسه على المشروع.. وأجرينا تجارب بتكلفة ٥ ملايين جنيه مصرى فى أوغندا وجنوب السودان وبالتحديد فى ولاية النيل الأزرق، وقبل اندلاع الثورة أرسلت لنا الخارجية خطاب شكر لنجاح تجربة مكافحة الملاريا فى أوغندا وحثتنا على تطبيقها فى عدد آخر من الدول على رأسها إثيوبيا.

■ ابتكارك هذا يا دكتور هل هو قابل للتطبيق على أمراض أخرى.. وأقصد ضد الحشرات والبكتيريا الأخرى؟

- المشروع الوحيد الذى يسير قدما هو مشروع مكافحة الملاريا لكن هناك عدة مشروعات أخرى تستخدم نفس التقنية لمكافحة دودة القطن والذبابة البيضاء التى تلتهم كل ما هو أخضر، ولم تتم الاستفادة منها على أى مستوى.

■ هل للملاريا وجود فى مصر؟

- لا تنتشر الملاريا فى مناطق المياه الجارية وأقصد مياه النيل، لكن تنتشر فقط فى أماكن المستنقعات والترع والمياه الراكدة، ونحن ليس لدينا إصابات بمرض الملاريا حالياً، ووزارة الصحة لم تعلن إطلاقا عن وجود حالات للإصابة بهذا المرض، وفى فترة سابقة كانت الملاريا موجودة فى بحيرة قارون لكن الآن اختفت تماماً، ونشرت تقارير عن انتشار ذباب كبير الحجم فى قنا لكن القضاء عليه سهل وهو ليس بعوض الملاريا.

وخريطة انتشار الملاريا فى العالم مخيفة، هناك ٣.٣ مليار شخص حول العالم معرضون للإصابة بالمرض، منهم ٣٥٠ مليون شخص يصابون به فى العام الواحد، يقتل منهم مليون شخص سنوياً ٣٠٪ فى أفريقيا، بالإضافة إلى ظهور مرض آخر تتسبب فيه «ناموسة الملاريا» وهو مرض الفلاريا، وليس لدى معلومات حول مدى انتشار هذا المرض فى مصر.

■ أعود للبلهارسيا.. هل تصدق أنها اختفت من مصر؟

- أنا أصدق تصريحات وزارة الصحة القائلة باختفاء هذا المرض واليرقات المسببة له، لكن هناك احتمالات للإصابة بسبب تلوث المياه سواء عن طريق الشرب أو نزول الترع، أو قضاء الحاجة بجوارها، فمازالت هناك نسبة لتلوث مياه الترع بـ«السركاريا» المسببة لمرض البلهارسيا، والطريقة الأكثر أماناً لمكافحة البلهارسيا.

■ كنت ضمن الوفد الشعبى والبرلمانى الذى سافر إلى إثيوبيا وأوغندا.. ما هو دورك بالتحديد فيه؟

- لست رجل سياسة، وأنا أفهم فى العلم أكثر، دورنا الآن مهم جداً فى أفريقيا خاصة أوغندا التى لنا فيها تجارب ومشروعات قيد التنفيذ، وأنا فوجئت برئيس الجمهورية الأوغندى يورى موسيفينى فى لقاء جمعنى به، بأنه يعلم تفاصيل مشروعى، وقال لى عدد من السياسيين فى كمبالا فيما بعد إنه استغل مشروعى فى الدعاية الانتخابية الرئاسية والبرلمانية الأخيرة.

وأنا أحمد الله أننى قد حققت نجاحاً فى أوغندا وإثيوبيا، وقابلت فى أديس أبابا مليس زيناوى رئيس الوزراء وأشاد بتجربتى وأبحاثى فى مكافحة الملاريا خلال عام ٢٠٠٩، واهتم بالموضوع وزارنى وزير الصحة الإثيوبى الذى أصر على تفعيل هذه الأبحاث على أرض الواقع، وكذلك فقد أعطت الجامعة الألمانية بالقاهرة ١٥ منحة مجانية لطلبة من أفريقيا وذهبت بنفسى إلى أوغندا وإثيوبيا، لتسليم هذه المنح ونحن نستقبل مباشرة وليس بواسطة حكومات هذه الدول.

وخلال تواجدى ضمن الوفد الشعبى الدبلوماسى ألقيت محاضرة فى جامعة أديس أبابا حول مجالات التعاون العلمى والاقتصادى، فى مكافحة البلهارسيا والملاريا، واستغلال ثروات الجبال والمناجم فى صناعة الأدوية وهى بيئة خصبة للبحث العلمى الجاد.

■ وماذا بعد أن انتهت الزيارة؟

- لازم نرجع لدول حوض النيل، لابد من أن تكون العلاقة مبنية على تبادل المصالح بين الشعوب وليس فقط الحكومات، لا يمكن أن نعطى ولا نأخذ ولا أن يعطوا هم ولا يأخذون، وهذا الكلام سمعته من زيناوى وغيره من الزعماء الأفارقة.

وخلال فترة سفرنا ضمن الوفد الشعبى، اختلطت بجميع الرموز السياسية والحركات المختلفة فى مصر.

■ ركزت فى أبحاثك الأخيرة على براءات الاختراع فى مجالات الأوبئة.. ماذا عن الطاقة النظيفة والاستفادة من الشمس؟

- تخصصى فى «الكيمياء الضوئية»، وأقول إن ٦ ساعات فقط من التقاط أشعة الشمس تكفى احتياجات العالم من الطاقة طوال العام، والتمثيل الضوئى يتلخص فى أن الكلوروفيل يلتقط الشمس فينتج الأكسجين الذى نعيش به، الهيدروجين يدخل فى تركيبة كيماوية لتكوين سكر تتغذى عليه الكائنات الحية، الشمس هى أساس الحياة وأساس الطاقة، وباقى أنواع الطاقات غير المتجددة ليست دائمة، وهى مكونة بفعل الشمس أيضاً وعوامل طبيعية.

وفى ظل الفقر والبحث عن موارد أخرى للطاقة، فالشمس من أعظم نعم الله على العالم، خاصة شمس مصر، أوروبا تحاول أن تصل بنسبة استغلال أشعة الشمس فى شمال أفريقيا إلى ٢٠٪، وجميع بيوت ميونيخ- على الرغم من قلة سطوع الشمس ـ لديهم أجهزة تعمل بالطاقة الشمسية، وهى غير مكلفة بشكل كبير، ففى ظل تقدم تكنولوجيا النانو يمكن ابتكار خلايا شمسية تقلل كثيراً من التكلفة، بالإضافة إلى كونها طاقة متجددة، والنعمة التى يجب أن ندركها أن مصر أحسن دولة على مستوى العالم تصلها أشعة الشمس.

■ هل قمت ببحث فى هذا المجال وتوصلت إلى هذه النتيجة؟

- لدىّ جهاز جلبته من ألمانيا لقياس أشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية والأشعة «الانفرا ريد» تحت الحمراء، وهذا الجهاز أوضح أن أشعة الشمس فى مصر أكبر من قدرات هذا الجهاز، ولدينا فى الجامعة الألمانية أكبر معامل لقياس أشعة الشمس من الساعة ٧ صباحاً حتى ٨ مساء، وأيضاً لدينا أكبر محطة تجارب للخلايا الشمسية وتحتوى المحطة على ١٦ نوعاً من الخلايا، ويوجد مثيل لهذه المحطة فى شتوتجارت وقبرص، ونقيس من خلالها تأثير البيئة والجو على كفاءة هذه الخلايا، وبالفعل أثبتنا من خلال تجارب بحثية عديدة آلية التحكم فى جودة الناتج الكهربى من هذه الخلايا.

■ لكن استخدام الطاقة الشمسية مازال مكلفاً للغاية؟

- نعم استعمال الطاقة الشمسية مكلف، لكن لابد من استغلالها لأن جميع أنواع الطاقة الأخرى تنفذ، وهى غير متجددة ونحن مستقبل هذه الطاقة لأن لدينا شمساً ساطعة باستمرار، ومستقبل مصر الذى لا بديل له، وحسن يونس، وعمرو سلامة متحمسان جداً لفكرة استغلال الطاقة الشمسية، وبذلنا فى هذا المجال جهوداً مضنية، ولدينا فى مصر كذلك شباب أعول عليهم وأراهن عليهم فى كل مكان إذا أعطيناهم الفرصة.

■ وما الجديد الذى تعمل عليه الآن.. أو يحتاج منك إلى جهد خاص الفترة المقبلة؟

- هو ليس ابتكارى الخاص، ولكنى قمت بتطويره، وأدعو إلى نشره فى أنحاء مصر، وأقصد العلاج الضوئى الديناميكى، وهو عبارة عن استخدام الضوء فى التشخيص والعلاج لأسوأ الأورام السرطانية الخبيثة، وفكرته تأتى من حقن المريض فى الجزء المريض من الجسم حتى لو كان الورم فى المخ، حيث يمكن استخدام هذه التقنية لتتبع جذور المرض وحجم الورم، والخلايا السرطانية تتجمع داخل «الصبغة» التى هى عبارة عن مشتقات الكلوروفيل ومشتقات الدم الحمراء دون الحديد، والتى تساهم فى تجمع الخلايا ثم نسلط عليها شعاع الليزر، حيث يعمل بنفس طريقة تكون النبات، ويتم تحديد مكان الخلايا السرطانية بالضبط وعمق الورم وحجمه وانتشاره، ويتم تفتيت الخلايا والقضاء عليها.

■ إلى أى مرحلة وصلتم بهذه التقنية؟

- تعاونا مع معهد الأورام خاصة فى الأورام الكبدية المستعصية، إضافة إلى حصول عدد من الباحثين المصريين على رسائل دكتوراه وماجستير حول تطوير العلاج، والآن نحن نعمل على تعميمه بين الأطباء، ولابد من أن يتجه المريض للشباب الصغير الذى تدرب على عدد من التقنيات الحديثة فى العلاج بدلاً من الأطباء الكبار، لأن الطب اليوم تطور فى السنوات الثلاث الأخيرة، وبحثياً عملنا على هذا النوع من العلاج فى الجامعة الألمانية بالتعاون مع معهد الأورام.

■ ولماذا لا نستفيد من تقنيات هذا العلاج فى مصر؟

- أنا أحلم بعمل أول مستشفى فى مصر لتشخيص وعلاج الأورام السرطانية باستخدام تقنيات العلاج الضوئى الديناميكى، وهى امتداد طبيعى لما قدمه الدكتور مصطفى السيد، لكن هناك بعض الفروق التقنية، والدكتور مصطفى عالم ومش بتاع كلام، لم يكن ليصدق التطبيقات العملية على الذهب التى أنجزتها الدكتورة منى بكر فى رسالة الدكتوراه التى أشرف عليها فى معهده بالولايات المتحدة، وللعلم فهى تلميذتى فى مصر.

والعلاج بجسيمات الذهب يحتاج لسنوات حتى يثبت فاعليته على التجارب على الحيوانات وغيرها، فهو لم يتم نشره بعد، ويحتاج للمال، أما العلاج الضوئى فتم تسجيله دولياً، ويتم استخدامه فى عدد من العواصم الأوروبية فعلياً وبنجاح كبير، فهو المستقبل لأنه غير مكلف وغير ضار، ويتم تطبيقه فى جميع التخصصات، كما أنه أثبت نجاحه الفعلى فى العلاج، وأطباء الجراحة فى كندا واليابان وغيرهما يستخدمونه بشكل تام، وندرس كيفية نشره بشكل أكبر بين الأطباء فى جميع التخصصات، لكن دول العالم النامى مازالت لا تطبقه بشكل مرض.

_______________________
المصدر: جريدة المصرى اليوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق