الجمعة، 16 مارس 2012

ظاهرة خطيرة:هروب 200 ألف طالب من العلمي للأدبي

عقب إعلان وزارة التربية والتعليم مؤخرا عن تحويل أكثر من 200 ألف طالب بالثانوية العامة للمرحلة الثانية من القسم العلمى إلى الشعبة الأدبية، أكد خبراء تعليم أن هذه القضية بمثابة ضربة قاسية وقاضية لمستقبل مصر العلمى بعد الثورة وخاصة مع احتياج مصر إلى كل عقل وكل مجهود علمى مما يدفعها للتقدم بين العالم.

"بوابة الوفد" بحثت تلك المشكلة مع خبراء التعليم وتعرفت على أسباب هذه القضية والحلول المقترحة.


أكد الدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم السابق  لـ"بوابة الوفد" أن هذه القضية خطيرة جداً وتهدد مستقبل مصر العلمي وخاصة عندما نتحدث عن عصر المعرفة، أما المرحلة الأولى من الثانوية العامة فهي التي تحدد نصف المجموع وبالتالي فالطالب يعرف مسبقاً بأنه سيدخل كلية ما أو أنه لن يستطيع أن يدخل كلية ما أخرى.

وأشار الجمل إلى أن هذه الظاهرة قديمة ولكن ليس بهذا الحد وأن السبب هو نظام القبول في الجامعات لأنه تشترط مجموعاً مرتفعاً، ويرى أن الحل هو زيادة الأماكن المطروحة في الجهات العلمية وبالتالي فيتردد آلاف الطلاب على هذه الكليات.

وقال إن مشروع تطوير التعليم الثاني ينقسم لجزأين أحدهما يحققه الطالب والآخر من خلال الاختبارات بالجامعات، وخاصة أن الفترة القادمة ستتطلب التخصصات العلمية والتعليم التكنولوجي.

وشدد الجمل على أن المستقبل العلمي في مصر سيتأثر بشدة، وتساءل كيف ستأتي فرص العمل خاصة أن لدينا ملايين من الخريجين من كليات التجارة والحقوق والآداب.

ويرى سعيد أن السبب وراء هذه المشكلة هو سوء المعامل العلمية بالمدارس وعدم وجود أجهزة حديثة تناسب ما توصل إليه التطور العلمي.

أما عن وجهة نظره في حل المشكلة فتكمن في دعم المدارس بمعامل حديثة تناسب العصر، وحل مشكلة صعوبة الامتحانات والتي لا تناسب الواقع العملي للمدارس.

ومن جانبه، يرى د. سمير أبو على أستاذ الكيمياء الفيزيائية والعميد الأسبق لكلية التربية بجامعة الإسكندرية أن ميل واتجاه الطلاب للدراسات النظرية فى الفترة الأخيرة ناتج عن عدة عوامل منها إحباطهم لعدم تمكنهم من الحصول على الدرجات «السوبر» التى تؤهلهم للالتحاق بكليات القمة، حيث ظهرت بعض الصعوبات فى امتحانات بعض المواد مثل الفيزياء التى أصبحت محل شكوى دائمة فى السنوات الأخيرة وأصبحت عائقا فى حصول الطلاب على الدرجات النهائية، مما كان له الأثر فى عدم تمكن الطلاب من الحصول على النسب المئوية المرتفعة التى تحقق رغبتهم فى الالتحاق بكليات القمة.

أما العامل الثانى كما يقول د. أبوعلى، هو أن كليات القمة العملية أصبحت «أكذوبة» لأن الطبيب والمهندس يتخرج فيها ولا يجد عملا وبالتالى لا جدوى من الالتحاق بهذه الكليات التى تسمى بالقمة، فى حين أن كثيرا من خريجى كليات التجارة والحاسب الآلى مع وجود مهارة فى اللغات الأجنبية تحقق لهم الالتحاق بوظائف توفر لهم دخولا مرتفعة، وهذا يوفره الالتحاق بالمجموعة الأدبية التى تعتبر الأسهل والأسرع والأقل تكلفة فى مصاريف الدراسة، وأيضا أسرع فى التخرج من الدراسة بالكليات العلمية.

والعامل الثالث يتمثل فى ضعف الإمكانيات المعملية فى المدارس والكليات العلمية والذى جعل بعض الطلاب يعرضون عن دخول الكليات العملية لأنه أصبح هناك فرق بينها وبين الكليات النظرية.

ويحذر د. أبو على من أنه لو استمر الحال على ما هو عليه باتجاه الطلاب للدراسة النظرية فإنه يتوقع ألا تدخل مصر عصر التقدم والمنافسة العالمية!

الحلول الخمسة

وطرح د. أبو على عدة حلول لهذه الظاهرة، أولها هو إعادة النظر فى السياسات التعليمية لمرحلة ما قبل الجامعة وكذلك مرحلة الجامعة.

والحل الثانى محاولة أن تكون الدراسة العملية أكثر جدية وواقعية لأنه لا يتصور أن يتعلم طالب العلوم (الكيمياء والفيزياء والأحياء وغيرها) بطريقة نظرية..ومن هنا تأتى أهمية وجود المعامل والورش فى المدارس التى تجعل الطالب يعمل بأوامر يدوية.

أما الحل الثالث فهو أنه يجب تطوير المناهج فى جميع المراحل التعليمية بحيث ترتبط ببعضها البعض بدءا من الحضانة وحتى الجامعة لأن الملاحظ فى الجامعة أن «الأستاذ» يضطر إلى أن يكرر للطالب ما درسه فى مرحلة ما قبل الجامعة الأمر الذى يضيع الوقت فى إعادة المعلومات.

والحل الرابع هو تغيير طريقة الامتحانات، بحيث تعكس الواقع الفعلى لاستيعاب الطالب للمنهج واكتشاف ملكاته والتى من خلالها يمكن توجيه الطالب من الصغر نحو التقدم العلمى.

أما الحل الخامس فهو البعد عن تسييس التعليم بمعنى أنه قد يحدث بعض التنازلات لإرضاء المجتمع والرأى العام بإظهار النتائج ونسب النجاح بصورة بعيدة عن الواقع.. وهذا خطأ تربوى كبير.
___________________
المصدر:بوابة الوفد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق